Wednesday, November 01, 2006

ثورة الإعلام العربي, الجزيرة في عامها العاشر


* على قمة الإعلام العربي الأكثر حرية واستقلالية ومصداقية وموضوعية واتقانا, تقبع مؤسسة الجزيرة الإعلامية وتحتفل بذكرى العاشرة لانطلاقتها. في البدء كانت قناة الجزيرة القناة الإخبارية الأولى من نوعها في العالم العربي, فقد كان الإعلام العربي يفتقر إلى قناة مثل الجزيرة. فالمشاهد العربي مل وكره الإعلام المتكرر, والحياة الروتينية القاتلة التي جعلت من التلفاز منبرا لجلالة الملك, وفخامة الزعيم, ودولة الرئيس, وحاشية الملك وخدم الملك, وما ملكت أيمان الملك. المواطن العربي مل هذا الروتين وأصبح يتجه إلى قنوات أجنبية توفر له مشاهدة الحقيقة كما هي ولا تتبع لأي جهة معينة, فبدأ المشاهد العربي يبحث عن الإعلام المحايد والحر, ولكن العالم العربي كان يفتقر إلى هذا الإعلام.

* في منتصف التسعينيات من القرن الماضي, كثرت ظاهرة الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية في العالم العربي, وأصبحنا نشاهد أكثر من عشرون قناة عربية متنوعة, منها التابع للحكومات ومنها الدعائية التابعة لشبكات قنوات أجنبية وأخرى. كانت هذه إحدى نقاط الذروة في عالم الأقمار الصناعية لدى العالم العربي, ومن ثم تطور المشاهد العربي ليشهد نقلة نوعية إلى أن وصل به الحال لمتابعة أكثر من 150 قناة فضائية عربية ناهيك عن القنوات الأجنبية التي تغطي منطقة العالم العربي كله. الجزيرة ومع أول انطلاقتها عام 1996, لاقت إقبالا من كل مشاهد كان ينتظر أن يرى قناة عربية تبث من العالم العربي مثل ألبي بي سي والسي إن إن, إلا أن هذا الحلم تحقق فقط في أول نشرة إخبارية قدمها جمال ريان على قناة الجزيرة والتي كانت الأولى من نوعها في العالم العربي.

* رأى المشاهد العربي في الجزيرة, النقلة النوعية التي كان ينتظرها, وكانت الجزيرة فكرة عظيمة وخطوة نحو النجاح الذي شهدناه لاحقا من تغطيات حروب وقضايا مهمة وشائكة والاهم من ذلك هو إنقاذ المشاهد العربي من الروتين القاتل ومن الإعلام الكاتم للحقيقة. ففكرة الجزيرة تنوعت بتنوع ألوان الطيف, وأصبحنا نرى في الجزيرة النافذة الأكثر مصداقية للمشاهد العربي ليرى هموم المواطن العربي وليسمع الصوت العربي الذي ينادى بالحريات. وبهذا, أصبحت الجزيرة هي القشة التي تعلق عليها المشاهد العربي لمعرفة الحقيقة دون انحياز. وشيئا فشيئا, تحولت هذه القشة من قشة إلى زورق ومن ثم إلى أسطول من السفن التي تبحر في بحر الإعلام العربي الذي كان فيه المشاهد العربي إما جالسا على الشاطئ وإما غارقا فيه لا يعرف ماذا يدور على سطح هذا البحر, إلى أن أتت الجزيرة لتصحب المشاهد العربي على متن سفنها ولتبحر معه إلى ما يريد أن يعرف وما كان محظورا عليه أن يعرف.

* لطالما اعتبرت قناة الجزيرة في مسيرتها المكللة بالنجاح, قناة تقف من وراءها أياد خفية. ولطالما اعتبرت الجزيرة من الوسائل المهمة لدى الحكومة القطرية في توجيه الرأي العام العربي من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب, ومن معارض للتصرفات في الحكومة القطرية إلى منحاز معها. الجزيرة هوجمت عدة مرات من مختلف رجال السياسة ومن مختلف الدول العربية والغربية, بل واتهمت عدة مرات أنها تعمل لحساب المخابرات الأمريكية والإسرائيلية, بل واتهمت أنها وراء معاناة الشعب العربي والتخلف الذي لحق بالشعب العربي, وكانت ذريعة المدعين هذه الادعاءات أن الجزيرة لا تعرض مشاكل وقضايا الدولة القطرية. لكن الجزيرة حرصت على تقديم كل خبر يستحق النشر سواء كان ايجابيا أو سلبيا, وليس في العالم الخارجي فحسب بل في قطر بعينها, فالجزيرة طرحت هذا الموضوع عدة مرات, وفي لقاءات عدة كان المسئولون عن قناة الجزيرة يوضحون أن الدولة القطرية صغيرة المساحة ومشاكلها تأتي بحجم مساحتها أي أن قطر وعلى الرغم من أنها تحتضن الجزيرة إلا أن الجزيرة كانت على استعداد وقبل أي احد بنقل أي خبر وبنشر أي خبر أو قضية تنطلق من قطر. وقد حرصت الجزيرة على هذا الأساس, فمن خلال العشر أعوام الماضية بثت الجزيرة أخبارا عدة تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية لدولة قطر, وكانت تبث في كل مناسبة ومناسبة أمورا تعد من خصوصيات دولة قطر, ولكن المعارضين للجزيرة استفحلوا في اعتراضاتهم أكثر وأكثر.

* من الحكمة الواعظة والإدارة الناجحة, أن جعل مؤسسي قناة الجزيرة وشبكة الجزيرة بشكل عام, القيادة في موظفي الجزيرة, فبالرغم من أن الجزيرة انطلقت تحت رعاية وتمويل أمير قطر, إلا أن الكادر المهني والإداري في القناة لا يتبع لأي شخص من العائلة الحاكمة في قطر, وهذا بحد ذاته يعد ذروة الحريات الإعلامية. ففي مسيرة الجزيرة خلال الأعوام العشرة الأخيرة كانت سياسة القناة أن تحرير الأخبار لا بد وان يكون في أعلى مستوى المحايدة, ومن هذا المنطلق كان ولا بد أن يتم ترك الموظفين في قناة الجزيرة يعملون بكل حرية كما هم منذ عشر سنوات. ومن اجل ذلك تم تعيين وضاح خنفر مديرا عاما لقناة الجزيرة ومن ثم مديرا عاما لشبكة الجزيرة في قطر, وأصبحت بذلك الجزيرة حرة بلا حدود, وان لم تكن لها حدود من قبل ولكن إعطاء الإدارة لمراسل يعمل في الجزيرة فهو أمر عظيم في حرية الإعلام. ولعل هذا لا نجده حتى في الإعلام الغربي, فنجد أن المدير العام تتماشى آراءه مع آراء مؤسسته الإعلامية أو العكس صحيح, وهذا نابع من التأثير على مجريات العمل في تلك المؤسسات. ولكن الجزيرة كانت تنتهج طريقا آخر, فبالرغم من أن الجزيرة في سنواتها الأولى كانت الإدارة تتبع للعائلة الحاكمة في قطر, إلا أن السياسة العامة للجزيرة كانت مستقلة وحرة. ومع تولي وضاح خنفر مسئوليته الجديدة, فلم تتغير الجزيرة كثيرا وإنما زادت ثقتها بنفسها, تلك الثقة التي منحتها إياها دولة قطر وأمير قطر.

* في أول تغطية هامة للجزيرة, كانت في عامها الثاني وذلك خلال القصف الأمريكي للعراق عام 1998, كانت نقلة نوعية بحد ذاتها, وأصبح المشاهد العربي يرى القصف ساعة بساعة ولحظة بلحظة, ولم يعد أي حاجز بين المشاهد والأحداث الدامية التي تحصل في العراق آنذاك. هذا الجو الإعلامي الحر والمليء بالتقارير اليومية عن همجية الهجوم والذي كان من أساسه تغطية لفضائح بيل كلينتون مع مونيكا, استشاط غضب الولايات المتحدة الأمريكية جدا, وأصبحت الجزيرة من ضمن قائمة الأعداء الغير مباشرين للولايات المتحدة الأمريكية, حيث استقطبت الجزيرة انتباه الملايين في شتى أنحاء العالم.

* في لقاءات مع شخصيات مهمة دوليا وعربيا, من رؤساء ومسئولين وحتى إرهابيين مثل بن لادن, كانت الجزيرة هي السباقة. فعلى المستوى العربي والإسلامي, كانت الجزيرة وما زالت هي العنوان الأكثر اهتماما في عيون شخصيات عدة. ومع مرور الوقت, تأكدت الشخصيات المهمة التي ظهرت على شاشة الجزيرة, بان الجزيرة مشروع إعلامي حر بحت, ومن هذا المنطلق أصبحت الجزيرة عنوان المنبر الحر المفتوح على كل العالم العربي والدولي. وأصبحت وكالات الإنباء تتجه إلى نقل الشرائط المصورة للقاءات وبيانات وخطب وأخبار شخصيات كثيرة مهمة ومثيرة للجدل حيث كانت الجزيرة هي السباقة في معرفة أخبارهم وتطلعاتهم. وباتوا هم يبحثون عن الجزيرة قبل غيرها. كل هذه الأمور أزعجت السلطات الأمريكية الاستخباراتية, بل والعربية في كثير من الأوقات, وأصبحت الجزيرة في عيون الاستخبارات الأمريكية وغير الأمريكية – ممن لهم مصالح في الشرق الأوسط والعالم العربي – محط أنظار الجميع.

* في التغطيات الخطيرة جدا كالحرب على أفغانستان بعد التغطية المتميزة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر, كانت الجزيرة تحافظ على اتزان تام, وعلى حيادية واضحة وتقدم التقارير اليومية مما جعل المشاهد لقناة الجزيرة يشعر انه يعيش الحرب لحظة بلحظة. فعندما انطلقت أول رصاصة أمريكية كانت كاميرا الجزيرة هي السباقة والأولى في تصوير وقائع الحرب, وهمجية العدوان الأمريكي, ومعاناة الشعب الأفغاني. ومن هنا أثبتت الجزيرة أن تكميم الأفواه الذي يمارس ضدها هو ضريبة لنجاح وانفراد الجزيرة بتقديم الأخبار الموضوعية والمصداقية. فخلال الحرب على أفغانستان اعتقل مصور لقناة الجزيرة وهو سامي الحاج, واخذ إلى معتقل غوانتنامو المشهور, وهو لم يفعل شيئا سوى أن حمل كاميرا الجزيرة وحاول جاهدا أن ينقل معاناة الشعب الأفغاني, ومنذ الحرب على أفغانستان إلى احتفال الجزيرة بعامها العاشر ما زال سامي الحاج في معتقل غوانتنامو دون أن يقترف أي ذنب.

* أصبحت الجزيرة محط أنظار للجميع, وأصبحت شوكة في حلق الإمبريالية والاستعمار, فالتقارير التي تشير إلى معاناة الشعوب والقتل الجماعي والشهداء انطبق نوعا ما على الجزيرة في الحرب الأمريكية على العراق عام 2003. فما أن بدأت الحرب حتى واجهت الجزيرة موجة من التحريضات من كلى الجانبين, فالأمريكان كانوا يتهمون الجزيرة بأنها عميلة للنظام العراقي, ووزير الإعلام العراقي لطالما انتقد الجزيرة في هذه الحرب بزعمه أن الجزيرة تحرض ضد النظام وتبث أخبارا كاذبة, وقد حذر مراسلي الجزيرة عدة مرات. ومع دخول الجيش الأمريكي إلى بغداد, وبالتحديد على أبواب بغداد, وقفت دبابة أمريكية ووجهت فوهتها إلى مكان المراسلين التابعين لقناة الجزيرة, وأطلق جندي أمريكي من رشاش مدفعي طلقات توجهت إلى مكان مراسلي الجزيرة فاستشهد الصحفي طارق أيوب. لم يكن خطءا من الجندي الأمريكي تمييز أن هناك مراسلون ولكنه حدد مراسلي الجزيرة وقتل احدهم. وبهذا أصابت الولايات المتحدة احد الصحفيين المميزين في هذه الحرب ولكن الجزيرة استمرت في التغطية وعلم العالم جميعه همجية الولايات المتحدة الأمريكية في معاملة الحرية الإعلامية.

* في مطلع عام 2006, تناقلت وكالات الأنباء خبرا أن طوني بلير, رئيس وزراء بريطانيا, تحدث هو وجورج بوش الابن حول قناة الجزيرة وإزعاج قناة الجزيرة. فكان الخبر في الصحف يقول أن الاثنان اتفقا على ضرب قناة الجزيرة, وكان المقصود هو ضرب مراكز الجزيرة في الدول المشتعلة بالحروب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ضد دول ولم تنجح فيها بل غرقت في وحل هو أكثر صعوبة من وحل فيتنام. جاء هذا على لسان احد المقربين ممن سمع هذا الكلام, ولكن الأمور كانت كما هي, زائفة, مجحفة, همجية من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. وهذا دليل على أن قناة الجزيرة أخرجت ما في جعبتها وأظهرت الحقيقة بينما كانت الإمبريالية ومعها الاستعمار في مواجهة الجزيرة ولكنهم فشلوا لان الجزيرة هي التي كانت على حق, بينما كان معرضي الجزيرة على خطأ. الجزيرة قدمت تضحيات حتى شهداء, وكان كل هذا من اجل الحرية الإعلامية والمصداقية والموضوعية ومن اجل الرأي والرأي الآخر.

* في شعارها الرأي والرأي الآخر, حافظت الجزيرة على إبقاء نفسها على أعلى مستويات الإتقان في جعل هذا الشعار رمزا للجزيرة. وأصبح هذا الرمز يلازمها في كل أخبارها وتقاريرها بل وحتى برامجها الحوارية الساخنة وهي التي بسببها أغلقت سفارات دول عربية في الدوحة وسحب السفراء منها. وهوجمت الجزيرة بسبب هذه البرامج من جهات عدة, عربية وغربية وحتى من إسرائيل, فلم يكن في صف الجزيرة سوى عنصران لا ثالث لهما, أولهم المشاهد الباحث عن الحقيقة والموضوعية والمصداقية, والعنصر الثاني هو المحايدة في جميع القضايا. أما عن التهم التي وجت وتوجه باستمرار حول الجزيرة ومصر الجزيرة والأيادي الخفية للجزيرة والفوضى الإعلامية التحريضية ضد الجزيرة لم تكن سوى زوبعة في فنجان. فقد حافظت الجزيرة على قوة العزم والإرادة في مسيرتها التي امتدت عشر سنوات وأصبحت مؤسسة إعلامية, تضم القنوات المميزة والأولى من نوعها في العالم العربي. كما وقد أثبتت الجزيرة شعارها الرأي والرأي الآخر في موقعها على الانترنت, والذي يعد اكبر المواقع العربية تصفحا وزيارة, ويعد مكتبة وأرشيفا ضخما لما يبث على الجزيرة ولما يهم المواطن العربي والدولي أيضا.

* في مسيرتها خلال العشر سنوات السابقة, بدأت جهات عديدة في العالم العربي, بتجنيد الأموال والجهود لإطلاق قنوات إخبارية عربية جديدة تشبه بشكلها قناة الجزيرة. لكن قناة الجزيرة كانت وما زالت هي الأولى والأقوى, فبالرغم من أن الجزيرة ابتدأت في عام 1996 بميزانية معينة إلا أنها استطاعت أن تجد لنفسها مكانا على الساحة الدولية وان تنتشر في كل بين عربي من المحيط إلى الخليج. على غرار ذلك اتجهت بعض الجهات من العالم العربي لتؤسس محطات كالجزيرة, وكانت الميزانية ضخمة جدا وتفوق ميزانية الجزيرة ثلاثة أضعاف على الأقل, إلا أن الجوهر الداخلي لهذه القنوات لم يستطع أن يستقطب المشاهد العربي ولم يستطع أن يجذب المشاهد العربي كما فعلت الجزيرة فهو إما منحاز لجهة ما وإما غير صادق وغير مقنع بما فيه الكفاية. وفضلا عن السنوات التي تربى فيها المشاهد العربي على المصداقية والموضوعية في قناة الجزيرة, فانه افتقر في القنوات الأخرى إلى الحياد في كثير من المواضيع والقضايا التي تهمه, لذلك بقيت الجزيرة هي الخيار الأول للمشاهد العربي والدولي أيضا في البحث عن الموضوعية والمصداقية في الأخبار التي تهمه والقضايا التي تعنيه.

* خلال العشر سنوات الماضية حرصت الجزيرة أن تضع بين أهدافها حرية التعبير, الرأي والرأي الآخر, ومن هذا المنطلق بحثت الجزيرة عن مكانها في عقول المشاهدين واستطاعت أن تخترق كل بيت عربي. وتحولت الجزيرة من وسيلة للإعلام الحر النزيه إلى هدف وقدوة لنزاهته ومصداقيته وموضوعيته اللانهائية, وأصبح التقليد لقناة الجزيرة أمرا لا بد منه, ولكن الأصل هو الأصل. ومن خلال هذه التجارب فقد كانت الجزيرة على معرفة تامة أنها أصبحت هدفا يقتدى به ومن هذا المنطلق, أسست الجزيرة مركز التدريب والتطوير الإعلامي, وهو المركز الأكثر قوة من نوعه في العالم العربي حيث أن هذا المركز يعد ويجهز الإعلاميين الجدد لدخول عالم الإعلام. ومن منطلق أن الجزيرة أصبحت الهدف للإعلام العربي الحر, فقد نظمت الجزيرة مهرجان توزيع جوائز ميثاق الشرف المهني, ويعد الحاصل على هذه الجائزة, فائزا كبيرا ومتقدما في مجال الصحافة والإعلام. الجزيرة أصبحت هدفا يدور في فلكها كل مقياس للصحافة النظيفة والإعلام الحر النزيه, فهي المؤسسة العربية الأولى من نوعها التي تزعج الغرب, وترضي مشاهديها في آن واحد. ورغم التكتيم والتشويه اللذان تمارسهم الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور في فلكها, إلا أن الجزيرة تحفظ على دورها في الساحة الإعلامية, بل وتجذب إليها المشاهدين من أقصى بقاع الأرض.

* الجزيرة إذا, مشروع إعلامي هادف ومشروع صحفي شريف, عناصره تجتمع في مجمل شعاراته, وأهمها الرأي والرأي الآخر. الجزيرة انطلقت منذ عشرة أعوام, وانطلقت معها أول شرارة أضاءت للشارع العربي والمشاهد العربي والبيت العربي النور الإعلامي الحر البعيد عن أي إغراءات سياسية أو تداخلات خارجية. بل الجزيرة مشروع متكامل متوحد بحد ذاته. فقد اتبع نهجها آخرون ومشوا في طريق الحرية الإعلامية والذي أصبح منذ عقد من الزمان يسمى بالجزيرة. فالجزيرة أصبحت مصطلحا لسرعة الخبر ومصداقية الخبر وموضوعية القضايا التي تهم المشاهد العربي أينما كان من المحيط إلى الخليج والتي تهم المشاهد حول العالم أيضا. الجزيرة ثورة إعلامية أتت أكلها, وتحملت الكثير من المتاعب والأزمات, وقدمت الشهداء والتضحيات ولاقت الشعوب تلتف حولها وتحتضنها, لأنها قريبة من الشعوب والشعوب قريبة منها, تطرح همومهم وتناقش مشاكلهم وتعطيهم حقهم إعلاميا وأكثر دون تحيز لعوامل أو جهات ودون متاجرة في مصالح احد أو أخبار احد. عشر سنوات من الريادة تحت شعار الرأي والرأي الآخر, ومسيرة الثورة الحرة مستمرة, فكل عام وحرية الرأي بخير.

0 تعليقات: