Friday, October 27, 2006

شر النية .. ما يضحك

ربنا ما يحرمني منك


عندما رأيت هذه الصورة لأول مرة, لم اشكك فيها, فبعض الصور التي نراها, هي صور مفبركة. أما هذه الصورة فقد التقطتها عدسات الصحفيين, وان لم تخني الذاكرة فقد التقطت في شرم الشيخ عندما قم اولمرت بزيارة شرم الشيخ للقاء حسني مبارك "رئيس" أم الدنيا.

للوهلة الأولى شعرت أن هناك محبة كبيرة بين حسني وأهود, فالشخص الذي يقف إلى الشمال والذي يضع علما على معطفه الفاخر, هو أهود اولمرت, الذي يكره العرب والمسلمين, وخصوصا جيرانه, أما العلم الذي يعلقه على صدره فما هو إلا تعبير أن إسرائيل من الفرات إلى النيل. وحاكم النيل هو الذي يقف بالجانب الاخر من الصورة, وهو غني عن التعريف, بل هو لا يحتاج إلى تعريف, لكن الفرق في هذه النقطة هو ان حسني, شارك في حرب اكتوبر المجيدة ورغم تمجيدها من العالم اجمع, الا ان طيلة ثلاث عقود, ضاع هذا التمجيد بسبب اعماله وسياسته الداخلية القمعية, ولا اريد ان اتطرق لهذا الموضوع لان هناك الكثيرين غير من يستحقون السبق في التحدث عن هذا الموضوع. فموضوعي هو هذه الصورة.

جميل ان يضحك الانسان, بل هو صحي ان يضحك الانسان, فكما هو معرف, ان الضحك يحرك سبعة عشر عضلة في الوجه اما الحزن فيوقف اكثر من ثلاثين عظمة في الوجه, وبالتالي هو صحي للوجه, ولعل هذا هو السر في انتفاخ وجهي وخدودي على طول, حتى اني اعتبرت في لحظات عديدة "أبو نفيخة", وهناك من بالغ بوصفي وذهب الى ام الدنيا قائلا باني اشبه حسني مبارك, او البقرة الحلوب. ولكني لم احصل على هذا الشرف بعد, اعني اني لا أرغم احد ان يعيش تحت رحمتي, او ان افرض سلطتي على احد او ان ادوس احد, ولكن شاءت الظروف ان تجمع بيني وبين مبارك في الشبه الوحيد وهو السمنة. ولكني والحمد لله اكل اللحمة وكل ما اشتهي, ولكن سؤالي هو كيف لرئيس يعاني شعبه من الجوع ان يكون سمينا, وكيف له ان يكون بهذه السمنة التي اعتدنا ان نراه فيها طيلة حكمه, والشعب جائع, وباطل عن العمل, ولا يعرف سوى الفول, هذه الاسرار كلها لها اجابة واحدة لكي تتحقق, وهي ان تكون دكتاتورا لكي تطمئن على ضحكتك حين تلقى رئيسا إسرائيليا نحيفا او أمريكيا نحيفا لكي تتباهي بالسمنة التي لديك, فخذوها نصيحة عندما تصبحون رؤساء. مارسوا الاضطهاد والظلم, وشوفوا الصحة كيف بتصير.

وانه لمن اغرب الامور في هذه الصورة, سر الضحكة الكبيرة والفم المفتوح من الأذن اليمنى حتى اليسرى. وبمناسبة سر الضحكة فان في هذه الصورة سران أساسيان, الاول وهو الذي يتعلق بضحكة مبارك فانه حتما وقطعا يتعلق بالزيارة التي قام بها اولمرت الى مصر لحضور هذه القمة, حيث ان مبارك بذلك انعش الاقتصاد والازدهار في شرم الشيخ وانعش معها سوق الدعارة المنظم بمعرفة السلطات المصرية, وعلى اساس أن الظروف تتيح المحظورات, ناهيك عن تلميع الاحذية السياسية, حيث ان مبارك يضحك فرحا بانتصار سياحي من اولمرت. وما هو الا شخص يضحك اولا واخيرا على نفسه, لانه في ورطة لن يرحمه منها شعبه الذي لم يعد يتحمله.

أما الثاني وهو اولمرت, فانه يضحك على مبارك نفسه, فلا سبب يجعل رئيس وزراء إسرائيلي يضحك الا سياسة منتصرة وفرض شروط على جانب معين وفي هذه الحالة فان هذا الجانب هو مبارك بعينه. وسبب الضحكة هو ان مبارك بدأ بتمهيد الطريق لاولمرت لفعلة ما, وحسب اعتقادي فان الحرب الاخيرة على حزب الله, لم تكون سوى جوهر هذه الضحكات, فالحرب وكما اعلن مسئولون انها كانت ستقوم في اشهر قادمة ولكن حزب الله وبعد عمليه الوعد الصادق, قد اشعل النار وكان خطف الجنود شرارة الحرب التي كانت من المفروض ان تكون في مرحلة ما وخلال عام 2007.

اما مبارك فربما عرض عليه اولمرت خطة الحرب, وربما جعله وسيطا لحكومات عربية أخرى (غم عدم حاجته لوسيط, فالعلاقات الطيبة مستمرة), لايصال فكرة وخطة الحرب, والدليل على ذلك ان هذه الصورة اخذت في شهر يونيو أي قبل الحرب بشهر ونصف تقريبا. وعلى الرغم من ان كل هذه مجرد توقعات الا انها كشفت في نهاية الحرب الاخيرة على لبنان. فكم مثيرة للجدل ضحكات الرؤساء وخصوصا من يضحكون على شعوبهم وانفسهم, ومن يضحك يضحك اخيرا.